استعراض موجز للتصوف

عبدالمعيد المدني الفرق والطوائف

یوجد أكبر تجمع المسلمین في العالم في الهند، لهم قضايا كثيرة ومشاكل معقدة، وللبحث والنظر فيها للحلول مسالك شتی ورویٔ عدیدة، فعند بعضها أكبر قضیتهم قضیة التعلیم، والتخلف فيه أكبر المشاكل، وحلها تقدمهم فيها عن أهل البلد الآخرین، وفي أصحاب التعلیم من هم یرون الدین رسومًا خاصة، تخصُّ بالفرد في حیاته الذاتیة في بعض نواحيها، ولاعلاقة له بالمجتمع، ولاأهمية عندهم له، وفيهم من يحترم الدين ويعترف بأهميته، ولكن لادور له عندهم في حياتنا الراهنة.
وعندبعضها أكبر قضيتهم المعيشة، والتخلف في التجارة، ووسائل الكسب والحرمان من منابع الثروة، والاستفادة منھا، والحصول علی الترف والرفاهیة هي حلها؛ سواء كانت حلالا أوحراما.
والبعض يری الأمور بنظرة سیاسیة، فالمسلمون یستطیعون بممارستھا حل مشاكلهم، وممارسة السیاسة تكون في السیاسة العلمانیة والاشتراك والمساهمة في الانتخابات والتصویت فيھا علی المستویات المختلفة، والأمور الأخری من تعلیم واقتصاد، ومشاكل اجتماعیة فروع تابعة لھا، والسیاسیون الآخرون یرون الإسلام بنظرة سیاسیة، ویشرحونه في ضوءها ویتابعونها في أحوالها المتجددة، ویحاولون تحویلها إلی ما تكون في نفع المسلمین وترقیتهم وتقویتهم وبقاءهم.
ورؤیة تری أن الانشغال بهذه الاتهاجات العدیدة لحل مشاكل المسلمین تضییعهم وإماعتهم، وإنما الانقطاع عن الدنیا، والإقبال علی أمور مختارة عندها الحل لكل ماطرأ علیهم.
وهناك أوساط دینیة واتجاهات عدیدة تری الأمور كلها خلال رؤاها وتمارس الأعمال حسبها، ولكن میزتها الكبری العشوائیة، هذه الاتجاهات الدینیة محصورة في مسائل تحسبها محاور عملها، وتنفق صلاحیتها وقوتها وتهیأتها فيها وهی جانبیة لیست من صمیم أمور المسلمین.
هذه المنطلقات العلمیة والفكریة للاتجاهات التی تكونت من عناصر دینیة واجتماعیة وتقلیدیة وآراء شتی غریبة للدین أو قریبة منه هی توجد في الأمة الإسلامیة في الهند سبیلا وطرائق لعملها وفكرها وحضارتها وثقافتها.
وهی كلها یجب أن تختبر، وتوزن علی المیزان الإسلامی والتوجیهات الدینیة والقیم الدینیة وتقوم تقویما دینیا وثقافيا،
وللعملیة الاختباریة التقویمیة وتسهیل هذه العملیة تقسم الاتجاهات إلے ثلاثة أقسام:
الاتجاه الصوفي(۲) الإتجاه السلفي (۳) الاتجاه العصرانی الحركی.
هذه الاتجاهات الثلاث تضع في طیاتها جمیع المسالك والرویٔ والأفكار التی یعتدبها أولھا ثقل اجتماعی وتنتظم فيها المنظمات والجمعیات والمؤسسات العدیدة من علمیة وثقافية ودعویة وغیرها، هذه كلھا تكونت ودخلت في الحاضر للمسلمین في الهند،
الاتجاه الصوفي:
الاتجاه الصوفي هو الاتجاه العام السائد في شبه القارة كلها؛ بل في العالم كله أیا كانت اللافتات والأسماء، وإن الكثرة الكاثرة من المسملمین تتجه إلیه، وإن الذین یطلقون علی أنفسهم اسم أهل السنة والجماعة، ویرضون به من متبعي المذاهب الأربعة، ویحلولهم هذا الاسم، أكثرهم اختاروه أو وقعوا في منعطفاته، ما خلا المذهب الحنبلي الذي یخطو علی خط الاتجاه السلفي.
إن هذا المصطلح القدیم = مصطلح أهل السنة والجماعة أصبح ستارًا یستر وراءه الناس، ویسترون وراءه أخطاءهم في العقائد والأعمال والسلوك، والحق أن التطورات الفكریة من جراء تقبلهم التأثیرات الضخمة المختلفة من أهواء شخصیة وأخطاء فردیة وجماعیة، وتقلید شخصي، وأفكار عجمیة، والغلو في الرجال والصالحین، والأنماط المتنوعة للتصوف تمادت ونمت وربت، حتی أصبحت اتجاها ومنهجا مخالفا لاتجاه أهل السنة مخالفة تامة، وكان الازدیاد والتغیرات في جمیع هذه التاثیرات، إنه بدأت المؤثرات والتطورات تتم في الأحایین المختلفة، في الأجیال المختلفة في البلاد المختلفة، وفي البقاع كلها وأصبحت حقیقة تاریخیة، وظاهرة ملموسة.
هذا التزاحم الفكری الكثیر الكثیر، وتراكم الأنماط الكثیرة الكثیرة، وهذالضخم الهائل للرواسب العقدیة والسلوكیة دخلت في صمیم التراث الفكري والأخلاقي للمذاهب السائدة في أهل السنة، وما مر زمن إلا ازدادت في هذا التراث تجارب دینیة شخصیة متنوعة لتمكن الغلو في الرجال في الأذھان والقلوب.
ولم یكن هناك رادع دیني عن التمادي في تقبل الرواسب المذهبیة والمكانیة والشخصیة لنصب الرجال والمذاهب معا ییر للدین والحق بعد التقید بالمذاهب وابتداع التعصب المذهبی، فالابتعاد عن الخط المستقیم، والصراط السوی أصبح مقبولا، وساعد جمیع الانحرافات والتلوي، والمعاكسات العقدیة والسلوكیة في نموها والبیئة التی تتوفر لها وتتهیأ لتفاعل القلوب والأذهان مع المؤثرات التی تترتب من جراء الامتداد الزمنی، والغلو في الرجال والصالحین لتسهل دخول الانحرافات في الدین كل شيء بل هي التي تكون قاضیة في هذه العملیات للتأثیر والتأثر علی القلوب الضعیفة والأذھان الكئیبة، وهي تقدس جمیع الرواسب وهی تضعها موضع الدین في الممارسات وفي السلوك.
هذه المؤثرات التاریخیة والشخصیة والمحلیة في الأنماط والسلوك أو المؤثرات الثقافية الوافدة كلها أصبحت حقیقة ثابتة، لها وقع علی هذاالجمع الكثیر أكثر منھا من وقع النصوص الدینیة ومقتضیات التمسك بالكتاب والسنة والاعتصام بهما.
والأهواء والشهوات والتعصبات التي أساءت إلی التصوف، وكونت له هویة فحدث ولاحرج، هذه هی الأسباب التی نری عالما من هذا الجمع الكبیر أو عامیا تحت وطاءتها فهو یدعي أنه من أهل السنة، ثم یسمی نفسه شافعیا أو حنفيا أو مالكیا، ثم یعرف نفسه بأنه أشعری أوماتریدی، ولایكتفي بهذه المسمیات؛ بل یتقدم خطوة، وینسب نفسه إلے سلسلة من التصوف أوسلاسلها من تیجانیة، ورفاعیة، وقادریة وجشتیة وسهروردیة ونقشبندیة، ومولویة، وقدوسیة، ومداریة، ونوریة،،، إلے مالایعد ولایحصی؛ حتی یستغرق في أتون الحلول ووحدة الوجود، ویغلب علیه لون التصوف، ویضمحل بجانبه الانتسابات العقدیة والفقهیة الأخری، وتحل جمعیع المحظورات، وتقبل الأوهام والأساطیر، والقصص الواهیة، والضغاف والموضوعات والبدعات والمنكرات والشركیات، حتی ازداد التباعد بینهم وبین الاعتصام بالكتاب والسنة، والتمسك بهما، والتركیز علی النصوص الدینیة.
في أحشاء هذه السلاسل أنواع وأنواع من المنكرات والضلالات، إنها تبلغ في غیها أبلغ الغایة حتی أنها تخالف البدهیات، والخطیر أن جمیع السلاسل تداخلت فيما بینها، وإنها تتسع یوما بعد یوم لایقف انتشارها وتوسعها فلیس لها حد ولا ضابط، إنها تعتمد علی هوی فردی أو تجربة شخصیة، وكذلك المنكرات التی تتولد منها لیس لها حد كلما تتولد تجد قبولا من نواح عدة، في أقل صورة هی تعطف علها ولا تناهضها.
هذه التداخلات والمرونة والرخوة في السلاسل لتطغی علی جمیع القیم الفقهیة والعقدیة والمفاهیم الدینیة، والمنتظمون فيها یقبلون منكراتها سرعان مایصل إلیهم، وینسون التوجیهات الدینیة كلها، فلا تكاد تجد مذاهبهم الفقهیة العقدیة تقف في وجهها، إنها تهوی أمامها كسیرة هضیمة مغزوة، وهی سرعان ما تفقد هویتها التقلیدیة والفقهیة والعقدیة والانتسابات الأخری، إننا نجد مفاهیم وحدودا للھویة التقلیدیة ولكن سلاسل التصوف غزتها فاصبحت لأصحاب المذاهب تأوهات وضراعات عند الضرائح والأعتاب یستمدون من الأموات، ویسترضونهم، ویستغیثونهم، ویزعمون فيهم جمیع أوصاف الله ویخصصون لهم عباداتهم، ویعتقدون فيهم معتقدات باطلة، ویحسبونهم كرجال الغیب ویومنون بقدرتهم وتصرفھم في الكون، وأن لهم خلقا وأمرا فيه، ولهم سلوك خاص بهم وأدعیة وأذكار، وطقوس وأوهام والنقوش والعاویذ وقرابین والنذور وأعیاد وتجارب روحیة،،و،،،، حتی أن كثیرا منها یؤدي إلی الشرك الجلی.
نجد المذاهب حصرت نفسها علمیا وعقدیا في الحنفية والشافعیة والمالكیة والأشعریة والماتریدیة حسب زعمها، لكنها في الحقیقة امتلأت الآن بخرافات التصوف؛ بل من أزمنة بعیدة عنایتها بالحلولیة ووحـدة الـوجـود والمعتقدات الصوفية وممارسات التصوف الزائغة أكثر من عنایهتا بماتریدیتها وأشعریتها، وحنفيتها وشافعیتها ومالكیتها، تفرح بها، وتتناولها بحثا ودراسة واعتقادا وتتبجح بها، وتعمل حسب توجیهاته.
إن القرأة العابرة لثقافة القوم وكتبها، واستعراض الصور العامة للتصوف في حیاتهم، والتعایش معهم أیا ما تنطق بالحقیقة الساطعة، والظاهرة العامة، والاتجاه الصوفي في شبه القارة ینقسم إلی قسمین:
الدیوبندي (۲) البریلوي.
وهما یمثلان لاتجاههما الصوفي والنزعات الصوفية، وفي الواقع لیس بینهما فرق كبیر إلا في الأسلوب أو في أمور لیست ذات أهمیة كبری.

انبلج الحق، وزهق الباطل، وترك رسول الله صلی الله علیه وسلم المحجة البیضاء لیلها كنهارها لایزیغ عنها إلا هالك، وكانت الحقیقة صارحة متمثلة في قول الرسول صلی الله علیه وسلم : «لن یشاد الدین أحد إلا غلبه» وفي قوله : «سددوا وقاربو»، وفي قوله: «لا رهبانیة في الإسلام» ولكن دھی المسلمین ما دھی.
تسببت نزعات الشطط في بعض الأحایین لامتعاض رسول صلی الله علیه وسلم حیث ظهرت مخاذلة التبتل والرهبنة أو مواصلة العبادات غضا عن الحقوق وأدائها، فصارح النبی صلی الله علیه وسلم أن العصمة من الضلال والتجانب عن الزیغ وزوایا المهالك الكتاب والسنة والتمسك بهما، وخوّف من نتائج التعمق، وأوعد بالهلاك أصحابها، ورغب في القسط والعدل والتسامح والرفق والسهولة.
هذه كلهاكانت انطلاقا من العقیدة الإسلامیة التی تضع بجانبها عطاء حضاریا، ویوجه البشر إلی وجهة سدیدة في منطلقاته الحضاریة والثقافية والفكریة، ویوجب علی معتنقیه أن یكونوا موجودین في متعرك الحیاة كلها من الشارع والمدارس والجامعات والمصانع والمساجد، والأسواق إلی غیرها، ویكون وجودهم ملموسا قیادیا لكن العقول المتحجرة والقلوب الضعیفة والأحاسیس الراكدة لم تع الحقیقة البسیطة؛ حقیقة الإسلام النقیة الصافية، وجعلت ترتع في حمی ممنوعة، وترتوی من مستنقعات قذرة؛ حتی كملت فلسفة مزجت بها عجائب الأذواق والمواجید والأهواء والمبتكرات وأحوال وأباطیل، وصارت تضاهي الدین باسم الدین وسمیت بالتصوف.
إنه بدأ اولا بنزعات فردیة ظهرت في سلوك أفذاذ من الرجال الذین تفانوا في العبادة والذكر وحرموا علی أنفسهم ملذات الحیاة، واختاروا ملبسا خشنا وغذاء خشنا، وزهدو في أمور الدنیا، وألزموا علی أنفسهم مالم یلزمها الإسلام علیهم كأبی هاشم الكوفي (۱) (م،۱۵۰) وجابر بن حیان (م،۱۶۰) ولف لفيفهما داؤد الطائی (م ۱۶۵) وحبیب العجمی (م ۱۵۶) ومحمد بن واسع (م ۱۲۳) ومالك بن دینار (م، ۹۱۳۱) وفضل الرقاسی ورباع بن عمرو القیسی، وصالح المری (م ۱۷۶) وعبدالواحد بن زید (م ۱۷۷) وابواسرائیل (۱۴۰) (۲)
هذه هی الزمرة الأولی التی ظهرت بمیزة غریبة، أكثر هؤلاء كانوا من أصل یمني، وكان فيهم الاعتزال والقدریة، وكان في بعضهم التشیع والإرجاء، وكانت طبائعهم فيها التشكك والانتقاد بكل شيء، وكانوا من كوفة وبصرة، وكانوا متسابقین إلے المعتقدات المنحرفة.
وبعد مرور هذا الجیل أتی الجیل الثاني، من روّاده: البسطامي (ت: ۲۳۰ه)، وذوالنون المصري (ت: 245هـ)، وبشر بن الحارث الحافي (ت: ۲۲۷هـ)، وسری بن المغلس السقطي (ت:۲۵۱هـ)، والحارث بن أسد المحاسبي (ت:۲۴۳هـ)، وشقیق بن إبراهیم البلخي (ت: ۱۹۳هـ)، وأبویزید طیفور بن عیسی (ت: ۲۶۱هـ) وأبوسلیمان الداراني (ت: ۲۱۵هـ)، وحاتم الأصم (ت: ۲۳۷هـ)، وحمدون بن أحمد القصار (ت: ۲۷۱هـ).
هذا هوا لجیل الذی سماه السلمی «أرباب الأحوال، والمتكلمون علی لسان التفرید، وحقائق التوحید، واستعمال التجرید» (۳) وبدأت بھم الطبقة الأولی للصوفياء.
وقد شاهد الإمام الشافعي فشوها ببغداد؛ فقال عند دخوله في مصر عام ۱۹۹هـ : « تركت بغداد، وقد أحدث الزنادقة شیئا یسمونه السماع »، ومراده عن الزنادقة الصوفية الذین ابتدعوا الرقص والغناء، وقد كان احتكاكه ببدایات التصوف ، وكان أشدالإنكار علیهم، وقد كان مما قاله في قضیته « لو أن رجلا تصوف أول النهار لا یأتی الظهر حتی یصیر أحمق »، وقال: ما لزم أحد الصوفيین أربعین یوما فعاد عقله أبدا وأنشد:
ودعوا الذین اذا أتوك تنسكوا
وإذا خلو كانو اذئاب خفاف (۴)
ویعد في ھذا الجیل تلامیذھم كجنید بن محمد جنید البغدادي (ت: ۲۹۷هـ) وأبی الحسین النوري (ت: ۲۹۵هـ) وسھل بن عبدالله التستري (ت: ۲۸۳هـ) وأبی سعید الخزاز (ت: ۲۷۷هـ).
في فترة هؤلاء الصوفية بدأت رسومهم تزداد، وأفكارهم تتكون، وجعلوا یتباعدون عن خط الشریعة، ویتعمتعون بالأحوال والموائیل، والأذواق والمواجید، وبدأت تظهر لهم حالات الغیاب والفناء، والسكر والصحو.
فالحارث المحاسبی هو أول من صنف في التصوف، وإلیه نسب الهجویری فرقة المحاسبیة، وكان من رأیه أن رضا الرب لیس من المقامات بل هو من أحوال الطریقة (۶) ویقول السلمي عنه « من علماء مشايخ القوم بعلوم الظاهر، وعلوم الأصول وعلوم المعاملات والإشارات » (۷).
ومن أقواله: « العلم بحركات القلوب في مطالعة الغیوب أشرف من العمل بحركات الجوارح » (۸). له كتب كثیرة وفي التصوف له « الرغائب وهو جاسوس الظنون » (۹).
والمقام عنده من الأعمال وهو كسبی، والحال شیء وهبی ولا حد له، وهو یكون دائما وعنده الحال أشرف من المقام وهو المحبة والشوق، وهو أول خطوة وآخر خطوة المقام وفي هذه الحالة حالة دیمومة الحال سیدوم السكر والاستغراق والالتئام التام مع الله والفناء. (۱۰).
والسری السقطي هو أول من تكلم في « لسان التوحید، وحقائق الحال » (۱۱)
وأبوسعید الخزاز هو أول من تكلم في علوم الفناء والبقاء، وإلیه تنتمی الخزازیة ؛ (۱۲)
وذوالنون أول من تكلم عن مرابت الأحوال والمقامات (۱۳) وكان یمیل إلی الملامتیه (۱۴)، ومن آرائه أن السامع یصل إلی الرب ویشاهده (۱۵).
والبسطامی هو أول من أظهر فكرة الفناء، ووحدة الوجود (۱۶). وھو عند الصوفين بمنزلة جبریل من الملائكة (۱۷). إنه قال: عملت في المجاھدة ثلاثین سنة، فما وجدت شیئا أشد علي من العلم ومتابعته، ولولا اختلاف العلماء لفنیت، واختلاف العلماء رحمة إلا في تجرید التوحید (۱۸).
یقول عن توحیده الوجودي « المحب الصادق هو من یفنی في بقاء المحبة لأن الفناء فيها هو بقائه، وإنه حج مرة فلم یر إلا البیت خالیا عن صاحبه فظن أن حجه لم یقبل لأنه حجر في الدنیا مثله، وفي المرة الثانیة رأی البیت وصاحبه فزعم أنه بعید عن التوحید، ثم جح مرة ثالثة فما رأی البیت إلا صاحب البیت وما رأی البیت » (۹ا)
وإلیه تنتمی الطیفوریة وهی تعتقد في السكر، وكان البسطامی سكیرا في المحبة مغلوبا علی حاله وللسكر والصحو تفاصیل. (۲۰)
وحدد الجنید للتصوف معانی وشروطا وآدابا فقال عنه:
« التصوف مبنی علی ثمان خصال : السخاء والرضاء والصبر، والإشارة، والعزبة، ولبس الصوف والسیاحة والفقر، أما السخاء فلإبراهیم، وأما الرضاء فلإسحق، وأما الصبر فلأیوب، وأما الإشارة فلزكریا، وأما العزبة فلیحیی، وأما لبس الصوف فلموسی، وأما السیاحة فلعیسی، وأما الفقر فلمحمد صلی الله علیه وسلم (۲۱).
ویقول: فرید الدین العطار: أول من نشر علم الإشارة هو الجنید، وإلیه تنتھي الجنیدیة، وهی أشهر الفرق الصوفية، أكثر المشايخ ینتمون إلیه، في عصره وتصل إلیه أكثر سلاسل التصوف، وهي تعتقد في الصحو (۲۲).
أما الحمدون القصار فإنه شیخ أهل الملامة ومؤسس مذهبها (۲۳)، وهو یقول: الملامة ترك السلامة (۲۴)، وفيها تاثیر كبیر لترویض النفوس علی الحق، وإن أهله معرضون لها، وفيها اللذة الكاملة (۲۵)، وسئل القصار عن طریقته الملامتیة فقال: إنها شاقة علی الناس ولیعلموا أنها « رجاء المرجئته، وخوف القدریة » (۲۶).
والطبقة الثالثة للصوفيا هی الدور الثاني لنمو التصوف ونشاته وترعرعه، وأكبر الصوفية فيها: حكیم الترمذی (ت:۳۳۰هـ) وأبوسعید بن الأعرابی (ت:۳۴۰هـ) وأبومحمد الخلدی (ت: ۳۴۸هـ) وأبوالنصر السراج (ت: ۳۴۳هـ)، وأبوطالب المكي (ت: ۳۸۶هـ)، وأبوبكر الكلاباذي (ت:۳۸۰هـ)، وأبوالعباس السیاري (ت: ۳۴۳هـ)، وأبوعبدالرحمن السلمي (ت:۴۳۱هـ).
هؤلاء الصوفية صنعوا لرواج التصوف وظهوره صنائع، فامتاز عصرهم بأمور:
۱، سجلت أخبار الصوفية المتقدمین، وأحوالهم، وأحداث حیاتهم وسیرهم وقصصهم وآراءهم واشتهر أبوعبدالرحمن السلمي بكتابه «طبقات الصوفية» في هذا العصر، وحذا حذوه ابن الأعرابي بطبقاته حول الصوفية،
۲) جهد الصوفية في هذه الفترة أن یقرروا التصوف كفرع للدین تفرع عنه غیرمنا ھض ولا مخالف له، وحاولوا التطبیق بینهما بتأویلاتهم للنصوص وشرحها حسب آراء هم فقوة القلوب لأبی طالب ا لمكي، والتعارف لمذهب أهل التصوف لأبی بكر الكاباذي مثالان لمحاولة التقریب بین التصوف والدین والتطابق بینهما، إنهما انتهجا منهج الفقهاء في ترتیب عباداتهم فيمھا.
۳) العصور التي مضت والأجیال التی خلت ظهرت فيها مصطلحات كثیرة، ولكنها كانت متداولة بین الناس یتلقونها فيما بینهم ویحفظونها في الصدور غیر مسطورة في السطور، فجمعت في الكتب وسطرت وأضیف علیها وزید فيها، صنف أبوالنصر السراج كتاب ’«اللمع» حولها، هذا الكتاب حوی جمیع شوارد التصوف وأوابده ومصطلحاته والأعمال التي تداولت في الصوفية والمعتقدات التی اعتقدوها.
۴) تعینت في الفترة الثانیة من نشأة التصوف وتكونه فرق التصوف التی تفرعت عنها السلاسل والطرق في البلاد المختلفة في العالم كله فيما بعد وتداخلت فيما بینها، هذه الفرق كلھا كالمذاهب الأربعة في الفقه، ولكنها لا تتعارض فيما بینھا لأن الخلاف فيما بینها رحمة إلا في تجرید التوحید (وحدة الوجود) فأساس هذه الفرق كلها وحدة الوجوده لا یمكن لها الخلاف فيها، والخلاف في سواها سائغ بل رحمة.
هذه الفرق حسب الروایات والآراء مختلفة، ولكن یبدو أن الرأی الوجیه فيها رأی الهجویری، إنه روی أنها اثنتی عشرة فرقة.
(۱) المحاسبیة: تنتمی إلی الحارث المحاسبی وقد مر ذكره ورأیه.
(۲) القصاریة : نسبتها إلی حمدون القصار وقد مر ذكره ورأیه.
(۳) الطیفوریة: نسبتها إلے طیفور بن عیسی المعروف ببایزید البسطامي وقد مر ذكره ورأیه.
(۴) الجنیدیة: نسبتها إلی جنید البغدادي وقد مر ذكره ورأیه.
(۵) النوریة: نسبتها إلی أبی الحسین أحمد بن محمد النوري، أساسها المصاحبة والمؤانسة وإیثار الغیر علی النفس، وخدمة الناس وترك العزل.
(۶) السهیلیة: نسبتها إلی سهیل بن عبدالله التستری، وأساسها: المجاهدة والریاضة والاجتهاد فيها للتربیة الروحیة.
(۷) الحكیمیة: نسبتها إلی محمد بن علی الحكیم الترمذي وأساسها الولایة ودرجاتها وأسرارها والبحث عنها.
(۸) الخزازیة: نسبتها إلی أبی سعید الخزاز وقد مر ذكره ورأیه.
(۹) الخفيفية: ونسبتها إلی محمد بن خفيف الشیرازی وأساسها الحضور والغیبوبة.
(۱۰) السیاریة : نسبتها إلی أبی العباس السیاري وأساسها « الجمع والتفرقة » ولها معانی خاصة عند أهلها.
(۱۱) الحلمانیة أوالحلولیة: نسبتها إلی أبی حلمان الفارسي الدمشقي وأهلها یرون أن الله یسكن في أناس ذوی حسن وبهاء.
(۱۲) الحلّاجیة: ونسبتها إلی حسین بن منصور الحلاج (م ۳۰۹) وهو مشهور بجحود الشریعة وتركها والإلحاد فيها.
في هذه الفرق الأخیرتان رفضتا لأفكار ضالة، (۲۶) هذه الفرق التی ذكرها الهجویری هي تتلأم مع التصوف من حیث نشأته ومراحله التی تكون فيها رویدا رویدا، ومن حیث الأفكار الصوفية المتداولة، وأما الفرق الصوفية التي ذكرھا غیره ففيها مخالفة زمنیة لتدوینیه، وكذلك تكلف قبیح ومحاولة جائرة ضالة لإنتسابه إلی الصحابة والتابعین وتابع التابعین الجادین علی المحجة البیضاء المعتصمین بالكتاب والسنة،
وفي القرن الخامس اشتهر من الصوفية الكبار مثل:
أبی نعیم الأصفهاني (ت:۴۳۰) صاحب حلیة الأولیاء، وأبی القاسم القشیري (ت:۴۶۵) صاحب «الرسالة القشیریة»، وعلی الهجویري (ت: ۴۶۵ أو ۴۷۲هـ) صاحب كشف المحجوب، وعبدالله الأنصاری (ت: ۴۸۱) صاحب منازل السائرین وأبی سعید أبی الخیر(۴۴۰).
هؤلاء الصوفية سعوا إلی كشف الشبهات حول التصوف، والرد علی الایرادات عیله، وحاولوا أن یتوسعوا في تسجیل الآراء والأحوال لمن قبلهم.
فأبونعیم الأصفهاني جمع أحوال الصوفية وسیرتهم في «حلیة الأولیاء»، وعبدالله الأنصاري صنف «طبقات الصوفية» مستفيدا من طبقات السلمی، ومنازل السائرین، وهو الذي شرحه ابن قیم الجوزیة بـ «منهاج السالكین».
وأهم شیء في التصوف في هذا العصر «رسالة القشیری» التي جمع فيها مصطلحات التصوف وشرحها، وجهد في دفع الایهامات التي وردت عن المخالفة بین الشریعة والتصوف وحاول الجمع بینهما، والسلاسل بدأت وانتشرت في الناس فجعلت تنظمھم في سلكھا، وجعلوا ینتظمون في نظام خاص، وجعلت تربیهم حسب تعلیمات التصوف، فرزق القبول للشیوخ في ظروف التقلبات السیاسیة، وفي بیئة الزیغ والتشكك والانحلال والاباحیة.
والتصوف تمادی في نموه وازدهاره وشیوعه وتكامله حتی دخل في القرن السادس، في هذا القرن بلغ التصوف أوجه ما بعده أوج له، فجمیع الأفكار الصوفية للمتقدمین دونت فيه وشرحت، ولم یبق بعدهم إلا القبس والأخذ والشرح والتبسیط، أو الخروج من خط التصوف المقبول، ولا بدیل منه، فالخروج الأول من الدین والشریعة یلزم خروجا كثیرا.
ظهر فيه أبوحامد الغزالي (ت: ۵۰۵هـ)، وصنف كتابه الشهیر «إحیاء علوم الدین»، وضمّ إلیه قوت القلوب، ورسالة القشیریة، ورسالة الحارث المحاسبی وغیرها من كتب القوم تھذیبا وترتیبا وتوضیحا وتدوینا.
والمصطلحات التی راجت في التصوف جمعها، وحدد مفاهیمها، وأخرجها من الشرود والفوضی والإبهام والاستعجام، وزاد علیها عدیدا منها فمثلا كانت في رسالة القشیری ستة وثلاثین مصطلحا صوفيا.
(۱) الوقت (۲) المقام (۳) الحال (۴) القبض والبسط (۵) الهیبة (۶) الأنس (۷) التواجد (۸) الوجد (۹) الوجود (۱۰) الجمع والفرق (۱۱) الفناء والبقاء (۱۲) الغیبة والحضور (۱۳) الصحو والسكر (۱۴) الذوق والشرب (۱۵) السرور والتجلی (۱۶) المحاضرة (۱۷) الكشف والمكاشفة (۱۸) المشاهدة والمعاینة (۱۹) اللوائح (۲۰) الطوامع (۲۱) اللوامع (۲۲) الهجوم (۲۳) التلوین والتمكین (۲۴) القرب والبعد (۲۵) الشریعة (۲۶) الحقیقة (۲۷) الطریقة (۲۸) النفس (۲۹) الخواطر (۳۰) علم الیقین (۳۱) عین الیقین (۳۲) حق الیقین (۳۳) الشاهد (۳۴) النفس (۳۵) السر (۳۶) الروح، (۲۸).
فزاد علیھا خمسة وعشرین مصطلحا وهی:
(۱) السفر (۲) السالك (۳) المكان (۴) الشطح (۵) الذهاب (۶) الوصل (۷) الفصل (۸) الأدب (۹) التجلی (۱۰) التحلی (۱۱) العلة (۱۲) الانزعاج (۱۳) العزلة (۱۴) الحدیة (۱۵) الفتوح (۱۶) الوسم (۱۷) الرسم (۱۸) الزوائد (۱۹) الارادة (۲۰) الهمة (۲۱) الغربة (۲۲) المكر (۲۳) الإصطدام (۲۴) الرغبة (۲۵) الوجد، (۲۹).
قال ابن خلدون عن الغزالی:
وجمع الغزالی الأمرین في الإحیاء، فدون فيه أحكام الورع والاقتداء، ثم بین آداب القوم وسنتهم، وشرح اصطلاحاتهم في عباداتهم، وصار علم التصوف في الملة علما مدونا بعد أن كا نت الطریقة عبادة. (۳۰)
إنه شرح تقالید الصوفية وأعمالهم وحاول أن یجعلها مطاوعة للعقل والشریعة،
ونبغ في هذا العصر محي الدین عبدالقادر الجیلانی (ت: ۵۶۱هـ)، إنه لم یكن صوفيا بحتا، وإنما كان یمتاز بالحیویة والنشاط والعمل والقوة العاطفية الدینیة، فربی جیلا وأفاد خلقا بمواعظه الرقیقة المؤثرة، ولمواعظه مجموعتان:
۱- فتوح الغیب فيها ۷۸ موعظة.
۲- الفتح الربانی فيها ۶۲ موعظة.
وسواهما كتابان : غنیة الطالبین، والفيوضات الربانیة.
وأهم صوفي في هذا العصر أو في العصور علی الإطلاق هو محي الدین ابن عربی (ت: ۶۳۸هـ) إنه صنف كتبا كثیـرة، وركز علی وحدة الوجود، وتمركز حولها إنه بلغ هذه المقولة الكریهة إلی شاؤها بعد البسطامی والخرقانی، والأجیال القادمة للتصوف بعده تستقی من أفكارها وتتغذی بلبانها، وهی المرجع لهم حتی الآن إلا من یهدیه الله إلی الحق.
والشیخ شهاب الدین السهروردي (ت: ۶۳۲هـ) اشتهر في هذا العصر بكتابه الشهیر «عوار ف المعارف»، وهو رزق بالقبول، تلقته الأجیال الصوفية بعده شرحا ودراسة، كان معاصرا لابن عربی، وكان علی طریقة جنید البغدادی، وابن عربی والبسطامی والخرقانی.
بلغ التصوف في نهایة القرن السادس إلی النضج والكمال ودار التصوف فيما بعد حول الغزالی وابن عربی.
اشتهر في هذا العصر حكیم سنائی (م ۵۲۵) ونظامی غنجوی (م ۵۹۲) وفریدالدین عطار (م ۶۲۷) صنف سنائی كتابین في هذا الموضوع «الحدیقة» و«سرالعباد»، والعطار قرض مائة ألف شعر في الفارسیة انطلاقا من وحدة الوجود وكثیر من الشعراء في الفارسیة تبعوهم فكانوا مولعین بتصوف ابن عربی والغزالي خاصة ابن عربی فكان قوة تفكیرهم مثل الجامی والحافظ وجلال الدین الرومی؛ فإنهم ساهموا مساهمة فعالة في إشاعة التصوف في شبه القارة وخراسان وتركستان الشرقیة والغربیة وأفغانستان والدولة العثمانیة والبلاد الأخری. وإن مثنویات الرومی ذاع صیتها في الآفاق وارتج بها العام الإسلامي وأوساط المسلمین وهی ترتج بها حتی الآن خاصة في شبه القارة الهندیة، وقد ترجمت إلی الأردیة وتلقاها العلماء بحثا ودراسة في هذه اللغة وظهرت دراسات شتی.
وفي القرن السابع تنوعت سلاسل التصوف وتلقیت بالقبول وتنوعت وتكثرت ولاتزال في ازدیاد وغلبت أفكار التصوف علی غیرها من الأفكار وآثر ها المجتمع الإسلامي علی غیرها، وقد انقست الولایة بعد عصر ابن عربی إلی أقطاب وأبدال وأوتاد وغیرها، واستقرنظامها وقامت حكومتها علی أصقاع العالم كله لم یخرج من حكمها شئی، فانقاد لها الخلق وبلغت القبوریة والشرك في الربوبیة إلی اوجها، ومن ذلك الحین القبوریة اصبحت أكبر میزة للتصوف، ولم یبق بعد ابن عربی في التصوف شی إلا التحشیته علی كتبه ووضع الشروح علیها، واستمر في الذیوع والانتشار في المسلمین في العالم كله، وأصبح التصوف موضع اهتمام المسلمین في المحافل والمدارس والمواعظ والتكایا والخانقاھات.
٭٭٭٭

الحواشي:
(۱) هوأول من لقب بالصوفي دائرة المعارف الإسلامیة (اردو)۶/۴۱۹ نفخات الانس،۳۱
( ۲) تلبیس ابلیس.
(۳) تلبیس ابلیس.
(۴) تلبیس ابلیس.
(۵) وقد عد الصوفية الصحابة والتابعین، وتبع التابعین والأئمة الصالحین في طبقاتهم من عند أنفسهم، قال ابن الجوزي ’’لم یستح أبونعیم الأصفهانی أن یذكر في الصوفية أبابكر وعمر وعثمان وعلیا وسادات الصحابة رضی الله عنهم، وذكر عنهم فيه العجب، وذكر فيهم شریحا القاضی، والحسن البصري، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل، وكذلك ذكر السلمي في طبقات الصوفية الفضیل، وابراهیم بن أدهم، ومعروفا الكرخی من الصوفية بأن اشار إلی أنهم من الزهاد ‘‘ تلبیس ابلیس.
وقال’’فالتصوف مذهب معروف یزید علی الزاهد، ویدل علی الفرق بینهما أن الزهد لم یذمه أحد، وقد ذموا التصوف‘‘ تلبیس ابلیس.
ویبدو أن الفرق بینهما كان واضحا عند السلمی حیث قال’’وقد ذكرت في كتاب الزهدالصحابة والتابعین، وتابع تابعین قرنا فقرنا وطبقة فطبقة إلی أن بلغت النوبة إلے أرباب الأحوال والمتكلمین علی لسان التفرید، وحقائق التوحید، واستعمال طرق التجرید فأحببت أن أجمع في سیر المتاخرین كتابا أسمیه طبقات الصوفية‘‘ (طبقات الصوفية ص: ۵)
(۶) كشف المحجوب ۲۵۵
(۷) طبقات الصوفيا :۴۹
(۸) كشف الظنون ۱۶۷
(۹) كشف الظنون :۱۶۶-۱۶۸، قال الإمام أحمد بن حنبل عنه ’’حذروا من الحارث أشد التحذیر ! الحارث اصل البلبلة ـ یعنی في قصمه كلام جهم بن صفوان ــ ذاك جالسه فللان بن فلان فأخرجهم إلے رائی جهم، مازال مأوی اصحاب الكلام، حارث بمنزل الأسد المرابط أنظر أی یوم یثب علی الناس، وأمر بھجره وشدد النكیر علیه فاختفي إلی أن مات تلبس ابلیس)
(۱۰) كشف المحجوب ۲۶۲ــ۲۶۳، هذا الرأی الصوفي ینجر إلے الزیغ والبدعات، والأعمال الدینیة لا اعتبار بها، والحال هو ظلال مقتضیة غیر مستقرة وفي بعض الاحیان محرمة غیر مطلوبة وهو غیر معتبرة إلا ماكانت له صلة بالخشیة والتواضع والخشوع، وقد سئل الامام ابوزرعة عن كتب حارث المحاسبی فاجاب: ایاك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، علیك بالأثر فانك تجد فيه مایغنیك عن هذه الكتب، قیل له: في هذه الكتب عبرة،قال: من لم یكن له في كتاب الله عبرة، فلیس له فيھذه الكتب عبرة بلغكم، أن مالك بن أنس ، وسفيان الثوری، والأوزاعی، والأئمة المتقدمین صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس، وهذه الأشیاء، هولاء الصوفية قوم خالفوا أهل العلم یأتوننا مر ة بالحارث المحاسبی ومرة بعبدالرحیم الدبیلی، ومرة بحاتم الأصم، ومرة بشقیق البلخی،،،،،،ثم قال: ماأسرع الناس إلے البدع، تلبیس ابلیس ۱۶۶ ـــ۱۶۷)
(۱۱) طبقات الصوفية ۲۳، كشف المحجوب ۱۷۰، والمراد بالتوحید هنا وحدة الوجود.
(۱۲) طبقات الصوفية ۳۲۴، كشف المحجوب ۲۱۶، وللخزازیة الكشف ۳۵۳ .
(۱۳) كشف المحجوب ۱۵۷.
(۱۴) كشف المحجوب ۱۵۷.
(۱۵) كشف المحجوب ۵۷۴.
(۱۶) نفحات الأنس ۲۸، وتذكرة الاولیاء 60
(۱۷) كشف المحجوب ۱۶۵.
(۱۸) المصدر السابق ۱۶۵، ماأفسد ماقاله من فراره من العلم واثبات الاختلاف رحمة في كل شئی ونفي الاختلاف في كفریاته.
(۱۹) المصدرالسابق ۱۶۶، ۱۶۷.
(۲۰) المصدر نفسه ۲۶۶.
(۲۱) كشف المحجوب ۷۵.
(۲۲) تذكرة الاولیاء ۲۳۴، كشف المحجوب ۳۷۳.
(۲۳) طبقات الصوفية ۱۴۱، كشف المحجوب ۱۰۳.
(۲۴) كشف المحجوب ۱۰۳.
(۲۵) المصدر نفسه ۹۸.
(۲۶) المصدر نفسه ۱۰۴.
(۲۷) كشف المحجوب بات في فرق فرقتم في مذاهبهم ۱۳۷ــ ۲۲۷.
(۲۸) الرسالة القشیریة: باب في تفسیر ألفاظ تدور بین هذه الطائفة،ص: ۳۲-۴۵.
(۲۹) احیاء علوم الدین، أبواب متفرقة.
(۳۰) مقدمة ابن خلدون.
٭٭٭٭٭

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of