تأملات في سلوكيات الطفل

شمس الرب خان الافتتاحية

رأيتُني أطالع كتابا وابنتي خديجة البالغة من عمرها سنة وأربعة شهور تلعب في الغرفة نفسها على بُعد ملحوظ مع دماها والأثث المنزلية التي جعلتها دماها ولعبها. أطالع وفي يدي قلم تارة أخط به على الكتاب أمامي وتارة أكتب به عليه ما أكتب من التعليقات والملاحظات. أنا غرق في شغلي وابنتي غرقة في شغلها، لا أنا أخل بها ولا هي تخل بي إلا أنني أنظر إليها تارة وأدعوها باسمها لطفا بها فتنظر إلي وتبتسم ثم تنشغل بلعبها. لازالت تلك الحالة حتى رن جرس جوالي وقمت إلى بلكونة الغرفة أتكلم والغرفة في حدود نظري. رأيت أن ابنتي تركت دماها وقامت ومشت نحو الكتاب والقلم الذين كنت قد تركتهما حيث كنت أطالع. وصلت إلى الكتاب وفتحته وشرعت في قراءة الكتاب حسب تصورها كما كنت أقرأ. ثم أمسكت بالقلم إمساك الطفل وراحت تكتب على الكتاب حسب تصورها كما كنت أكتب. أتكلم على الجوال وأراها وأبتسم.
رأيتني أشاهد الفيديو على جوالي وابنتي خديجة تضطجع في جانبي الأيمن تشاهد ما أشاهد. ثم غفوت فوضعت الجوال على جانبي الأيسر ونمت. بعد برهة قليلة، أيقظني مرور ثقل على بطني. فتحت عيوني ورأيت أن ابنتي كانت صعدت على بطني وتمد يدها لتلتقط الجوال الملقى على جانبي الأيسر.
ذات صباح، كنت أتلو القرآن بصوت رفيع وأهز بدني على عادة الحفاظ في الهند وابنتي مضطجعة على السرير تستمع وتنظر إلي. فلما أنهيت تلاوة ما وفق لي تلاوته أغلقت القرآن وتركته على حامله. ثم نزلت من السرير ومشيت نحو طاولتي باحثا عن كتاب آخر لأطالعه إذ رأيت ابنتي تقوم وتفتح القرآن وتهز بدنها كما رأتني أهزه ثم تأتأت تأتؤ طفل صغير لم يتبين لي جل ما قالت ولكن تبينت لي بعد تأمل دقيق معالم كلمات متقطعة: أ…عو…ذ…

2
Leave a Reply

avatar
3000
2 Comment threads
0 Thread replies
0 Followers
 
Most reacted comment
Hottest comment thread
2 Comment authors
مشتاق أحمد بن مختار أحمدراشد حسن مبارکپوری Recent comment authors
  Subscribe  
newest oldest most voted
Notify of
راشد حسن مبارکپوری
Guest
راشد حسن مبارکپوری
مُقيِّلٌ ناشئ عن شعور، تضاعيفه تجعلنا نبتسم، ليت ناثره يستمر، ولايحول بينه وبين هذا الشعور الدقيق طولُ مكث أو اشتغالٌ عنه بأمور لاتهمّه. محبك يقدرك فلا تجعله يخيب أمله، وأمثالي فيه كُثر.
مشتاق أحمد بن مختار أحمد
Guest
مشتاق أحمد بن مختار أحمد
بارك الله فيكم أخي شمس الرب السلفى وابنتك الغالية واهتم بها غاية الاهتمام فضلا ولا أمرا أدعو الله أن يجعلها بارة ونافعة لكم أتمنى لها مستقبلا زاهرا