الشيخ نعيم الدين المدني رحمه الله حياته وآثاره

محمد أسلم المدني المباركفوري السير و التراجم

اسمه ونسبه ونسبته:
هو: الشيخ نعيم الدين بن محمد إبراهيم بن حَوصَل الهندي موطنًا, السلفي ثم المدني تخرجًا. وهو أحد علماء السنة أهل الحديث.
مولده:
ولد في 15 نوفمبر سنة 1954 الميلادي, في قرية: كول فور, غرانت توله, نبهوا بمديرية سدارت نغر من ولاية أترا براديش.
نشأته واكتسابه للعلم الشرعي:
نشأ وترعرع في كنف أبوَيْه في أسرة تعرف بالمجد والصلاح. وتعلَّم منهما الأدعية الماثورة وشيئًا من القرآن الكريم في صباه. ثم دخل الكتاتيب وتعلَّم الفارسية في مدرسة بحر العلوم بأنْتَري بازار, ثم توجه إلى تعليم اللغة العربية فدَرَسَ المتوسطةَ في جامعة دار الهدى بيوسف فور, ثم سافر إلى مدينة بنارس, والتحق بالجامعة الرحمانية بمدن فورة, وبقي فيها عامًا واحدًا يدرس العلم الشرعي والفنون الأدبية. وبعد ذلك التحق بالجامعة السلفية, وأكمل فيها )مرحلة العالمية( في سنة 1395هــ = 1973م, و)مرحلة الفضيلة( في سنة 1397هــ = 1977م, وتخرج في السنة نفسها.
وبعد تخرجه في الجامعة السلفية كتب الله له القبول للدراسة في الجامعة الإسلامية بطيبة الطيبة, فشد رحله إليها ومكث أريع سنوات يروي غليلَه على أساتذتها البارعين الراسخين في العلوم الشرعية والفنون الأدبية, حتى تخرج في كلية الدعوة وأصول الدين في سنة 1402هــ = 1982م حاملًا شهادة )الإجازة العالية = البكالوريوس(.
وفي السنة التي تخرج في الجامعة الإسلامية انعقدت رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة دورةً تدريبية للمتخرجين في الجامعات السعودية؛ ليكتسبوا شيئًا من الكمال والمهارة في مجالات الدعوة والإرشاد, فالتحق الشيخ بهذه الدورة, واستفاد كثيرًا, ونجح. وكان نجاحه فيها خير معين لابتعاثه من الرابطة إلى الجامعة السلفية بالهند.
مشايخه الكرام:
أما مشايخه في الهند فمنهم: العالم النبيل شمس الحق السلفي (خريج المدرسة الأحمدية السلفية, دربنجه بولاية بيهار) والأديب البارع محمد إدريس آزاد الرحماني الأملوي, والأديب اللغوي عبدالوحيد الرحماني, شيخ الجامعة السلفية الأسبق ببنارس, والشيخ الأجل عابد حسن الرحماني, والشيخ الدكتور مقتدى حسن الأزهري, وكيل الجامعة السلفية, والفقيه الأصولي النظار الشيخ محمد رئيس الندوي, والشيخ المسند عبدالسلام بن أبي أسلم المدني – رحمهم الله تعالى.
وأما مشايخه في العرب فمنهم: الشيخ إبراهيم السقا, والشيخ عبدالمقصود جار الله – رحمهما الله, والعلامة المسند, محدث المدينة النبوية الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر, والشيخ الدكتور عبدالله الغُنَيْمان, والشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحُذَيفي, إمام وخطيب المسجد النبوي – حفظهم الله تعالى – وغيرهم من العلماء المتقنين الراسخين.
أعماله ومآثره:
بعد تخرجه في الجامعة الإسلامية وابتعاثه من الرابطة انحرط بسلك التدريس في الجامعة السلفية المؤسسة على منهج السلف الصالح, وذلك في 18 نوفمبر 1982م, وجاد بعلمه الغزير تسعًا وثلاثين سنة لطالبي العلوم الشرعية والفنون الأدبية, فدرَّس كتب التفسير, والحديث ومصطلحه, والفقه وأصوله, والفرائض, والنحو, والأدب, والبلاغة, وغيرها من العلوم. والعام الذي توفاه الله تعالى كان رحمه الله يدرّس صحيح الإمام البخاري, وفقه السيرة النبوية, ومادة الأديان والفرق, والبلاغة الواضحة, وشذا العرف في فن الصرف. وكان في تدريسه قادرًا, وفي عمله متقنًا, لبقًا, سمحًا, خليقًا, متبسمًا, عزيزًا إلى الطلاب لدماثة أخلاقه وطلاقة وجهِه. تتلألأ على جبينه درر التواضع, واللين, والمروءة, وحلو المنطق, وحسن المعاملة, وحسن التوجيه والإرشاد. وقد يعتريه أحيانًا شيءٌ من الغضب والشدة, وذلك لهجوم الأعمال, ووفور القلق, وضغط المرض وشدته. وهذا لا يقدح في شخصيته؛ لأن الكل مجبول على ذلك, فطرة الله التي فطر الناس عليها, لا تبديل لخلق الله.
وبعد تمكنه واستقراره في الجامعة السلفية ونبوغه في العلوم الشرعية وحذاقته فيها, رأى المسؤولون بتعيينه, كعضو في دار الإفتاء بالجامعة, في 7 سبتمبر سنة 1989م؛ ليجيب على الأسئلة الواردة إليها من الأماكن القاصية والدانية. فكان يجيب ويحرّر الفتاوى, مدعمًا بأدلة من الكتاب العزيز والسنة النبوية وإجماع الأمة. وبقي في هذا الدار يزاول أعماله الجليلة المتعلقة بالإفتاء – مع شواغل التدريس – إلى 11 ديسمبر 1991م.
اختير من قبَل المسؤولين في الجامعة (شيخ الجامعة المساعد) في ديسمبر سنة 2006م, وبقي على هذا المنصب إلى أكتوبر سنة 2009م. وذلك بعد تقديم استقالة الشيخ محمد مستقيم بن محمد سعيد السلفي عن منصب (شيخ الجامعة) وتعيين الشيخ محمد يونس السلفي المدني على منصب (شيخ الجامعة).
وفي أكتوبر سنة 2009م لما قدم الشيخ محمد يونس المدني الاستقالة عن منصبه الذي يتولاه, عُين شيخنا الجليل على منصب (شيخ الجامعة). وأدى هذه المسؤولية العظيمة بكل أمانة وبطريق أحسن طيلة بقائه على هذا المنصب إلى أن قدم الاستقالة في مايو سنة 2016م, لأسباب؛ أحدها: ظروفه الصحية؛ لكونه مصابًا بمرض السكر.
ومن حسن حظي أنني دُعيت إلى التدريس في الجامعة السلفية في عهده, فوجدته أنه يجيب خاصة على الأسئلة الواردة في علم الميراث ويحررها, وكذلك يراجع ويسرح النظر في الأجوبة التي يكتبها غيره. ولو جمعنا جميع فتاويه ليصير كتابًا مرجعًا لأهل العلم والفتوى.
وكان رحمه الله يلقي خطبة الجمعة في مسجد الجامعة في نوبته, وفي مساجد بنارس كـ (مسجد الحافظ ظهور) و(مسجد طيب شاه) وما جاورها من البلدان والقرى. ويختار من الموضوعات ما لها علاقةٌ وثيقةٌ بالطلاب, وكذلك يختار من الموضوعات التي كان الناس في أمس الحاجة إليها, من التوحيد وأحكام الشرع وإصلاح البيئة. وله مشاركة محمودةٌ في حضور الندوات والمؤتمرات والمجالس العلمية. ويتحف الناس بإرشاداته القيّمة وكلماته النيّرة. ويرشدهم إلى ما فيه خيرٌ وصلاحٌ للعباد والبلاد.
لم يخلف – رحمه الله – مصنفًا, ولم يطبع له كتابٌ حسب علمي, إلا أن له مقالات وبحوث قيمة نشرت في مجلة الجامعة السلفية (صوت الأمة). وقد اشتهرت من بينها بحث: الإسراء والمعراج, ونالت قبولا بين طلاب العلم وأهل المعرفة.
وفي سنة 1423هـــ = 2002م شارك في الندوة العلمية التي أقامتها رابطة العالم الإسلامي لدعاتها المبعوثين إلى خارج المملكة, فشدَّ رحله وسافر إلى الأرض المقدسة ومهبط الوحي ومولد الرسول ﷺ. وأقام في جوار الكعبة المشرفة, ونال إعجاب المسؤولين في الرابطة. ورجع إلى الجامعة السلفية في 1424هــ, وهو يحمل شهادة (الدبلوم في الدعوة والخطابة).
أثناء قيامه بمكة المكرمة وفي أوان دراسته في الجامعة الإسلامية زار بيت الله الحرام مرات ومرات, واعتمر وحج, وطاف البيت وسعى وكبّر, وهلَّل وذكّر, وتضرع إلى الله واستغفر, وسأل أن يغفرَ خطأه مهمَا صغر أو كبر, وأن يتغمَّده بواسع رحمته حينما ينتقل إلى ربه, رب عزيز مقتدر.
مرضه ووفاته:
توفي الشيخ رحمه الله 12 محرم الحرام 1443هــ = 22 أغسطس 2021م, في منتصف الليل من يوم الأحد إثر مرض الحمى, عن عمر يناهز 67 عامًا. وهو مصاب بمرض السكر من قبل. أصابه الحمى في شعبان 1442هــ وهو في رحاب الجامعة السلفية يقوم بأعماله كعادته. ثم سافر إلى بيته في أواخر شعبان, ولم يحصل له الشفاء الكامل ولا البرء العاجل. ويزداد الحمى يومًا وينقص يومًا. ولا يزال يداوي ويعالج ويراجع الأطباء, عسى الله أن يشفيَه ويكشف كربته. وبعد عيد الفطر عاد إلى الجامعة وهو مريض. وصحبه ولده لتدهور صحته وضعف قوته, فبقي يومين أو ثلاثة حتى نعيَ إليه وفاة زوجته, فسافر إلى البيت للصلاة عليها ودفنها. وبقي بضعة أيام في بيته, ثم عاد إلى الجامعة واستمر في عمل التدريس عن طريق عبر النت (الشبكة العنكبوتية). ولقيته في 29 يونيو 2021م فعزَّيته في وفاة زوجته – رحمها الله. ولما ازداد مرضه عاد إلى بيته, وأدْخل في المستشفى في مدينة غوركفور, ثم نقل إلى مستشفى في دهلي, حيث وافاه الأجل المحتوم, ونقِل جثمانه إلى مسقط رأسه, ودفن هناك بعد صلاة العصر في مقبرة قريته. وصلى عليه شيخه العلامة المسند محمد إبراهيم الرحماني حفظه الله, في جموع حاشدة. رحمه الله تعالى وتغمده بواسع مغفرته ورضوانه.
تلاميذه والآخذون عنه:
قضى الشيخ رحمه الله تسعة وثلاثين عامًا في خدمة التدريس والتعليم في الجامعة السلفية. ومن المعلوم أن الجامعة السلفية تعدّ من أكبر مدارس أهل الحديث في الهند. تتسع فصولها لأكثر من ستين طالبًا. وعلى هذا طلبة العلم الذين أخذوا عنه ولازموه فهم كثيرون, لا يمكن حصرهم. وها أنا أذكر بعض تلاميذه, فمن أبرزهم:
الشيخ عبدالمنان السلفي, رحمه الله, والشيخ أصغر علي إمام مهدي, أمير جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند, والشيخ عبدالسلام السلفي, ممبائي, والشيخ أبو رضوان السلفي المحمدي, والشيخ مظهر علي المدني, شيخ الجامعة الإسلامية فيض عام مئو, والدكتور عبدالغني القوفي, أستاذ جامعة سراج العلوم السلفية نيبال, والدكتور عبيدالرحمن بن محمد حنيف المدني, رئيس مركز الإمام البخاري, والدكتور أمان الله بن محمد إسماعيل المدني, رئيس جامعة حفصة رضي الله عنها بيهار, والدكتور عبدالصبور بن أبي بكر المدني, أستاذ الحديث بالجامعة السلفية, والدكتور فوزان أحمد, الأستاذ المساعد بالجامعة الملية الإسلامية, والدكتور نسيم أحمد, أستاذ الفقه في الجامعة المحمدية ماليغاؤن, والدكتور حشر الدين المدني, والدكتور منصور عالم المدني كشن غنج, والشيخ محمد جنيد المكي, مدير جمعية الشبان المسلمين بجرديهَه, والشيخ عبدالحكيم بن عبد المعبود المدني, أستاذ الحديث في الجامعة الرحمانية بكانديولي, والشيخ عبدالمعين بن عبدالوهاب المدني إتوا بازار, والشيخ عبدالأحد بن أحسن جميل المدني, والشيخ عبدالرحيم الرياضي البنارسي, والشيخ ظفر نعمان المكي, والشيح عبدالجبار السلفي ممبائي, والشيخ عبدالسلام شكيل أحمد المدني, والشيخ أزهر عبدالرحمن الرحماني المباركفوري, والشيخ المقرئ محمد ساجد المباركفوري, والشيخ صهيب حسن المدني المباركفوري, والشيخ عبدالله صلاح الدين السلفي, دومريا غنج, والشيخ إشتياق أحمد السلفي المئوي, والشيخ عبدالمعيد بن نوشاد عالم الطالب بمرحلة الدكتوراه بالجامعة الإسلامية, والشيخ عبيدالله الباقي أسلم, الطالب بمرحلة الدكتوراه بالجامعة الإسلامية, والحافظ ناصر الدين المباركفوري, الطالب بمرحلة الدكتوراه بالجامعة الملية الإسلامية, والشيخ أحمد سعيد السلفي, الطالب بمرحلة الماجستير بجامعة أم القرى, وغيرهم خلقٌ كثير.
أقوال العلماء فيه:
نعى بموته فضيلة الشيخ أصغر علي إمام مهدي السلفي, أمير جمعية أهل الحديث المركزية, وحزِن عليه حزنًا شديدًا, وقال:
(إن وفاته – رحمه الله – حادثة فادحة وخسارةٌ علمية للأمة الإسلامية كلها. وله جهودٌ مضينة في رفع المستوى العلمي في الجامعة السلفية. وكان عالما نبيلًا, ماهرًا, فعالًا, داعيًا إلى الله. درَّس في الجامعة السلفية كتب التفسير, والحديث, والفقه, والعلوم الأخرى. وعمل أيضًا في دار الإفتاء. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه في نعيم جنته).
وعبَّر – أيضًا – عن حزنهم البالغ جملةٌ من أساتذة الجامعة, ومنهم: الشيخ محمد مستقيم السلفي, شيخ الجامعة السلفية, ومساعده الدكتور عبدالصبور المدني, والدكتور محمد إبراهيم المدني, والدكتور عبدالحليم المدني, والشيخ أسعد الأعظمي, وغيرهم, كالشيخ شميم أحمد السلفي, وزميلي الشيخ عبدالعظيم المدني.
وقال عنه الدكتور عبدالصبور, أستاذ الحديث بالجامعة السلفية:
(كان شيخنا الشيخ العلم الجليل نعيم الدين بن محمد إبراهيم المدني – رحمه الله – قد قضى زهاء أربعين سنة من عمره في التدريس بالجامعة السلفية, بنارس, وتقلَّد منصب (شيخ الجامعة) فيها, وهو من المناصب العُليا بها. وكان محتشمًا, دائم التبسم, خلوقًا, شفوقًا, مخلصًا في تدريسه, محبًّا لتلاميذِه, ناصحًا لأصحابِه, وقد كتب الله له القبول بين طلبة العلم. وهو من أعزِّ أساتذتي الكرام الذين أخذتُ عنهم العلم والأدب معًا. فقد درَستُ عليه سنن أبي داود, وإمتاع العقول, وكليلة ودمنة, ووجدت أسلوبه في التدريس شيِّقًا وممتعًا.
وحينما عُيِّنْتُ للتدريس بالجامعة السلفية, وجالست مع الشيخ عرفته عن كتبٍ, فكان ينصحني دائمًا, ويُكسبني من خبراته في إدارة الأمور, وتسهيلِ الأعمال وتيسيرها, ويحثني على حسن التعامل مع الآخرين, فجزاه الله عني خير الجزاء. وكنتُ ممن حضر في الصلاة عليه في قريته, فرأيتُ جمًّا غفِيرًا من العلماء وطلبة العلم قد شاركوا في جنازته, وهذا مما يدل على قبولِه لدى الناس, وحبّهم له.
ولا شك أن وفاته خسارةٌ فادحةٌ للأمة الإسلامية, ولا سيما لأسرة الجامعة السلفية, بنارس, حيث فقدتْ مدرسًا ناجحًا, ذا خِبرةٍ طويلةٍ, ومهارةٍ فائقةٍ في مجال التدريس لمختلف العلوم والفنون. أسأل الله بأسمائِهِ الحسنى وصفاته العُلى أن يتغمده بواسع رحمته, ويدخله فسيح جناته, وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان, إنه سميعٌ قريبٌ).
وقال الدكتور وسيم المحمدي, الأستاذ المساعد بجامعة حائل:
(إنه كان – رحمه الله – كريمَ النفس, حسن الخلق, أنموذجًا حسنًا في تعليمه وتعامله. وكان مدرسًا ناجحًا, وأسـتاذًا مثاليًا, ومن حسن حظي أنني درست عليه, فوجدت فيه سماحة النفس, ودماثة الأخلاق, والمحبة الفائضة لطلاب العلم, والحرص على مصالحهم, ومهارة فائقة في التدريس؛ حيث إنه كان يستخدم أسلوبًا تطبيقيًا رائعًا في تدريس مادة الأدب. فاستفدت من تدريسه في الأدب والنحو واللغة استفادة مرجوّة لا أزال أذكرها وأستفيد منها. أسأل الله أن يغفر له, ويرحمه, ويسكنه الفردوس الأعلى).
وأثنى عليه تلميذه الشيخ نسيم أحمد بن محمد سليمان الأعظمي السلفي, رئيس هيئة التدريس في المدرسة الإسلامية أنوار العلوم, أملو بمدينة مباركفور, وقال:
(ما زلت أسمع عنه وأنا طالب في الجامعة السلفية, ولم أدرس عليه إلا في السنة الأخيرة من مرحلة الفضيلة. درست عليه بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه المقارن في سنة 1983م. وفي هذا العام تخرجت في الجامعة. يدخل في قاعة الدرس وعليه الوقار والسكينة والطمأنينة. وكان مدرسًا ناجحًا, وعالما متفننًا, وفقيهًا متبحرًا, وعلمًا شهيرًا من أعلام الهند.
قضى نحبه في الدعوة إلى الله ورفعِ المستوى العلمي وتثقيفِ أبناء الملة الإسلامية. وكلَّما تشرفت بزيارته في مقر عمله يبادر إلي بطلاقة وجهه وحسن خلقه. وقد فقدت الجامعة السلفية من أبنائها عالماً جهبذًا ومدرسًا نابغً
وقال عنه تلميذه الشيخ عبدالمتين المدني:
(كان مدرسًا ماهرًا, وزميلًا مخلصًا, وصديقًا بعيدًا عن التكلّف. وله خدماتٌ جليلة ومشكورة في مجال الدعوة والتدريس والإفتاء, منفردًا في تدريسه ومبدعًا في طُرُقه. ولم يكن فظًا غليظًا, وكان مرَبّيًا سمحًا, ذا مروءة ولين ويُسْر).

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of