المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا

سعيد الأثري أسلوب حياة

إن الإسلام يقدم للبشر منهجا متكاملا شاملا لجميع نواحي الحياة دقيقها وجليلها، وهو دين الفطرة وجاء بما يحقق مصالح البشر في الدنيا والآخرة وهو مشتمل على كل الصفات الحسنة والأخلاق الجميلة فهو دين الرحمة والرفق، ودين اليسر و السهولة.
•ومن محاسنه أنه نظام شامل كامل مصلح للخلق في أمور الدين والدنيا فقد أكمله الرحمن على يد خير الأنام في البلد الحرام كما دل عليه القرآن الكريم: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) «المائدة: 3»
وهو الدين الذي اصطفاه الباري تعالى واختاره لجميع الخلائق. ولاشك أنه الدين المرتضىٰ عند رب الآخرة والأولى الذي أنعم به على النبي المجتبىٰ. وهو النعمة الكبرىٰ فهو أفضل الأديان وأحسنها وأنفعها للخلق فقد أعطى كل ذي حق حقه وهو أحب الأديان إلى الرحمٰن الرحیم كما جاء ذكره في القرآن الكريم: (( إن الدين عند الله الإسلام)) «آل عمران: 19»
فهو دين شامل وصالح لكل زمان ومكان كما وضحه المنان في آيات الفرقان.
وقد حث المجتمع الإسلامي على محاسن الأخلاق والمعاملة الحسنة والكرم فيما بينهم وعلى معاونة المسلم لأخيه المسلم ونصرته.
وإذا أمعنا النظر في كتب السنة فإننا نجد أمثلة كثيرة في السيرة النبوية التي تبين لنا أهمية الأخوة الإسلامية والروابط التي تربط المسلمين بعضهم ببعض.
فالمسلم أخو المسلم في المودة والشفقة فهو ينصره ويعاونه في عسره ويسره وشدته ورخاءه بل وفي جميع شؤون حياته.
والأحاديث الدالة على مواساة المسلم ومعاونته كثيرة جدا.
فمن تلك الأحاديث ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مومن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه الخ. (صحيح مسلم: 2699)
فهذا حديث عظيم وفيه جمل من القواعد والآداب كما قال الشراح في شرحه.
فقد قال ابن دقيق العيد رحمه الله: هذا حديث عظيم، جامع لأنواع من العلوم والقواعد والآداب، فيه فضل قضاء حوائج المسلمين ونفعهم بما يتيسر؛ من علم، أو مال، أو معاونة، أو إشارة بمصلحة، أو نصيحة، أو غير ذلك. (شرح الأربعين لابن دقيق العيد: 108)
والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا فهم كالبنيان المرصوص في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
فهكذا ينبغي أن يكون عليه شأن المؤمنين فإنهم في الحقيقة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
فليكن المجتمع الإسلامي على هذا المنهج القويم الذي بينه الرسول الأمين وهو لا ينطق عن الهوى بل كل ما يخرج من فمه فإنه تنزيل من لدن حكيم عليم ومن تمسك بسنته وسار على هديه ونهجه فهو من الفائزين في الحياة الدنيا ويوم تجتمع الخلائق عند رب العالمين.
والوضع الحالي يطلب من الجميع القيام بما يجب عليهم من المساعدة والمعاونة لأخيه المسلم فقد نسمع يوميا الأخبار الموجعة التي تزعج النفوس وترق القلوب وتحثنا على التفكير في ما يجري في مجتمعنا الحاضر من الجوع والعطش وموت الصبيان وغير ذلك بسبب حلول الوباء المهلك.
فلينفق ذو سعة على الفقراء والمحتاجين ويقوم على مساعدة المسلمين الضعفاء منهم والمساكين.
لأن المسلم أخو المسلم فليكن كل واحد منهم في المعاونة والنصر والمواساة لأخيه المسلم حتى تتحقق المصالح البشرية ويجد كل واحد منهم لذة الأخوة الإيمانية وينشرح صدره بالسرور والطمأنينة:
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of