الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قبل عدّة شهور وصلت إلينا كتب بشتّى العناوين لمؤلّفيها الشيخ شميم أحمد عبد الغفّار والشيخ محفوظ الرحمان حفيظ الله- حفظهما الله ورعاهما. وهي: "تعلّم اللغة العربية للأطفال (الحضانة)” والذي يحوي 118 صفحة و6 وحدات؛ و”تعلّم اللغة العربية للأطفال (روضة الأطفال السفلى”، وهو يحوي 120 صفحة و7 وحدات؛ و”تعلّم اللغة العربية للأطفال (روضة الأطفال العليا)”، وهو يشتمل على 126 صفحة و7 وحدات؛ و”تعلّم اللّغة العربية للأطفال”، والذي يشمل ثمانية أجزاء، وكل جزء يتضمّن حوالي 150 صفحة و6 وحدات؛ و”تعلّم الكتابة” في ستة أجزاء، وكل جزء يحتوي على حوالي 100 صفحة؛ و”تعلّم الأدعية” في جزئين، وكل جزء يحوي أكثر من 100 صفحة؛ و”تعلّم اللغة العربية (على منهاج التعليم الثانوي)”، للصّفين التاسع والعاشر، ويشمل حوالي 330 صفحة؛ و”تعلّم القرآن” في 78 صفحة وثلاث وحدات؛ و”تعلّم المفردات” في 99 صفحة وخمس وحدات؛ و”تعلّم النحو والصرف” والذي يتضمن خمسة عشر درسا وخمس وحدات.
إنّ اللغة العربية تعدّ اليوم من أهم اللغات العالمية الحيّة، وأغناها جميعا من حيث المفردات\ الكلمات. وهي من أقدم اللغات الحيّة وأكثرها انتشارا في العالم؛ فهي اللغة الرسمية لـ 23 دولة، ويتكلّم بها أكثر من 420 مليون نسمة، وهي إحدى اللغات الرسمية للأمم المتحدة. وفوق كل ذلك، إنّها لغة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وقد خلّدها الله بقوله: "إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون”.
وصلت اللغة العربية إلى الهند قرونا قبل توافد العرب المسلمين عليها منذ منتصف القرن السابع الميلادي. فتح المسلمون مناطق هذه البلاد العظيمة الشمالية- الغربية بقيادة محمد بن القاسم الثقفي عام 711م. ومن أجل أهمّيتها الدينية والثقافية والاقتصادية والعلمية نالت اللغة العربية قبولا واسعا في جميع أرجاء الهند منذ أواخر القرن الثاني عشر الميلادي. اهتمّ الهنود باللغة العربية اهتماما كبيرا في كل زمن؛ فألّفوا كتبا كثيرة لنشرها في ربوع هذه البلاد الشاشعة الأطراف. وممّا اهتم به الهنود كثيرا هو القواعد النحوية والصرفية للغة العربية؛ فالمكتبات الهندية زاخرة بالكتب في موضوع النحو والصرف. ومن الجدير بالذكر أنّ الهنود استخدموا طرقا عديدة لتعليم القواعد النحوية والصرفية في كل زمان، وسهّلوا أساليب تعليم هذه القواعد، وبذلوا جهدا مشكورا لجعلها موضوعا ممتعا.
وفي العصر الراهن ازدادت أهمية اللغة العربية في العالم كلّه. فقد استرعت انتباه الحكومات في كثير من الدول غير العربية في أنحاء العالم؛ فنرى الكثير من الدول، وعلى رأسها الهند، وباكستان، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وتركيا، واليابان، والصين تعتني اعتناء ملحوظا لتعليم أبنائها اللغة العربية. فلا تدرس العربية اليوم في الجامعات والكلّيات فحسب، بل تدرس أيضا في كثير من المدارس والمعاهد على المستويات الابتدائية والثانوية والعليا في الكثير من الدول غير العربية. ومن أجل تعلّم وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وضعت كتب كثيرة في القواعد النحوية والصرفية في العصر المعاصر باللغة العربية وباللغات العالمية في الشرق والغرب. ولم يتخلّف الهنود في هذا المجال؛ فقد نشرت في الهند كتب عديدة في النحو والصرف منذ عدّة عقود ماضية، وهذه الكتب تعتني بالمناهج الحديثة لتعليم اللغة العربية، وتبذل جهود قصوى لجعل تعلّم هذه اللغة سهلا وممتعا.
إنّ الكتب التي أبحث فيها في هذه السطور هي من أجود الكتب التي ظهرت في الهند في العقود الماضية في تعليم الأطفال اللغة العربية وقواعدها النحوية والصرفية. اعتنى المؤلّفان في إعداد هذه الكتب بالمناهج العلمية الحديثة لتعليم اللغة للناطقين بغيرها، كما أهتمّا فيها بالمستويات المختلفة للأطفال المتعلّمين، وتوخّا بها تربية الأطفال تربية إسلامية، وينفخا في أذهانهم الروح الديني، وقاما أيضا بتعليم الأخلاق السامية والعادات العالية والقيم الإنسانية.
وأخيرا، وليس آخرا، أهنّئ الشيخين شميم أحمد عبد الغفّار ومحفوظ الرحمان حفيظ الله على إعداد هذه الكتب القيّمة، وأشكرهما شكرا جزيلا لإرسال هذه الكتب هديّة لمكتبة قسم اللغة العربية، جامعة بنارس الهندوسية، وأدعو الله أن يتقبّل جهودهما في تعليم اللغة العربية، ويجعل هذه الكتب وسيلة لنجاحهما في الدنيا والآخرة. كتبه